تاريخ علم النفس الحديث

 مغزى هذا الكتاب هو فهم الحاضر من خلال معرفة الماضي. قد تعرف بعض الأشياء عن حاضر علم النفس من خلال ما تعلمته من مساقات أخرى ولكنك قد لا تعرف عن الروابط الموجودة بين مختلف مجالات علم النفس التي درستها. وأحد أهداف مساق تاريخ علم النفس هو علم تلك الروابط . مثلاً، بالرغم من تأكدي أنك تعرف شيئاً ما عن مسألة الطبع والتنشئة، إلا أنك ربما لا تعرف كيف أن فهمنا لتلك المسألة تأثر بنظرية داروين، وبالبحث في الاختبارات العقلية، وبسلوك الفئران في المتاهات. وأتمنى أن تكون تلك الروابط وغيرها واضحة بالنسبة لك بعد الانتهاء كما ستتعرف على بعض الشخصيات المذهلة التي ساهمت بتشكيل علم النفس الذي تدرسه. وعلى الرغم من اعتقادنا بأن تلك الشخصيات التاريخية بعيدة ومختلفة عن الأشخاص العاديين، إلا أنني حاولت أن أبين تلك الشخصيات بأنهم بشر كانوا يكافحون لحل الكثير من المشكلات التي تؤثر فينا. وفي الصفحات التالية ستواجه أشخاصاً أدت جهودهم إلى إنجازات غير عادية، لكنهم تعاملوا أيضاً مع قضايا تهمك أيضاً، لذا نرجو من طلبتنا قراءة الكتاب بتمعن، وأن يتمثلوا كل كلمة فيه، فالنظريات الواردة فيه وتاريخ الأعلام المميز ما هي إلا جزء من العلوم وضياعها يعني ضياع العلوم .