فهم الدافعية والانفعال

لقد حدث شيء مهم في السنوات العديدة الماضية. فجميع الجهود الفكرية نجحت في اقتراح توصيات عملية للانطلاق نحو مهمة تحفيز الناس. إنه لأمر عظيم أن تفهم الدافعية والانفعال، ولكن من الأفضل أيضاً أن تتخذ الخطوة اللاحقة وأن تطبق فعلياً تلك المعرفة لتحسين حياة الناس. إن الدافعية والانفعال الآن تقومان بهذه المهمة. وكميدان علمي، صرنا الآن نفهم طبيعة الدافعية والانفعال، وأسبابهما، والظروف التي تؤثر فيهما، وكيف تقود عمليتي الدافعية والانفعال إلى نواتج فعالة مثل التعلم والأداء والرفاه. إن فهم هذا الميدان عميق جداً، حيث يستطيع الباحثون الآن أن يقدموا توصيات عملية بكل ثقة. ولهذا السبب كان عنوان الفصل الأخير من هذا الكتاب "التدخلات". ويعمل هذا الفصل الختامي الجديد كعروض لفنيات برامج التدخل المصممة لتعزيز دافعية الناس وانفعالاتهم من أجل تحسين حياتهم بطريقة مهمة نوعاً ما. ولكنك لن تنتظر حتى الفصل الأخير لتعرف عن التوصيات العملية في هذا الميدان، لأن كل فصل من فصول هذا الكتاب يبرز سلسلة من المعالجات قصيرة المدى والتدخلات طويلة المدى المصممة لتسهيل الدافعية والانفعال البنائين للناس. ولهذا السبب حان الوقت لإعادة تسمية هذا الكتاب بــــ "فهم وتطبيق الدافعية والانفعال". وعند وصولك لآخر صفحة من هذا الكتاب، أتمنى أن تحقق إنجازين. أولاً، أن تكتسب فهمًا عميقًا ومتطورًا للدافعية والانفعال. ثانيًا، أتمنى أن تكتسب معرفة عملية حول تطبيق تلك المعرفة بطريقة ذات معنى على المستويين الملموس والشخصي. ويمكن تطبيق المبادئ والنتائج الدافعية والانفعالية في مجالات عديدة، ولكن أكثر المجالات وضوحاً والتي يمكن أن تطبق  تلك المبادئ هي: البيت والمدرسة والعمل والمواقف الإكلينيكية ومراكز اللياقة والميدان الرياضي وكل أشكال الرعاية الصحية والعلاقات الشخصية بشكل عام.