العلاج بالقبول والالتزام لاضطراب الشخصية الحدية

على الرغم من خلفيته البحثية القوية، يُقال إن العلاج بالقبول والالتزام (ACT) معقد وصعب التعلم ومربك ومليء بالكثير من الاستعارات والتجارب السخيفة وهو فقط للعملاء ذوي الأداء العالي. وعند تطبيقه على التنظيم الانفعالي، قيل أن العلاج بالقبول والالتزام مجرد للغاية وغير خطي ولا يحتوي على مهارات محددة لتعليمها للعملاء.

يُعد هذا الكتاب محاولة لتفكيك كل تلك المفاهيم وتعريف الممارسين كيف يمكن تطبيق العلاج بالقبول والالتزام، كعلم سياقي وسلوكي، على العمل السريري مع فائقي الحس super-feelers: العملاء الذين يشعرون أكثر من اللازم، وبسرعة أكبر من اللازم، ويتسرعون جدًا في رد الفعل (أصحاب الشخصية الحدية).

هذا الكتاب ليس كتابًا مثاليًا، لكنني بالتأكيد بذلت قصارى جهدي لإنشاء وتنظيم وتجميع العلاج بالقبول والالتزام جلسة بجلسة من أجل تنظيم الانفعالات. وسيرشدك هذا الكتاب بإيجاز إلى المفاهيم الأساسية في علم الأعصاب الوجداني affective neuroscience، وعلم الانفعالات emotion science الذي يقوم عليه العلاج بالقبول والالتزام، وإعادة صياغة مفهوم تنظيم الانفعالات من خلال عدسات العلاج بالقبول والالتزام. وهو سيوفر لك مقتطفات من ابداعاتي الخاصة في كل فصل. هناك أيضًا مجموعة من المواد المتاحة للتنزيل على الموقع الإلكتروني لهذا الكتاب: http://www.newharbinger.com/41771. وبشكل أساسي، سيساعدك هذا الكتاب على تحريك الأشخاص فائقي الشعور إلى تجربة العالم بطريقة جديدة وذات مغزى، طريقة لا يضطرون فيها إلى الهروب من آلامهم ولكن يتعلمون كيفية التعامل معها بانفتاح وتقدير وفضول.

على مدى الأربعة عشر عامًا الماضية، أصبحت مهووسة قليلاً باكتشاف كيفية تطبيق العلاج بالقبول والالتزام على ذخيرة سلوكية محددة. والكتاب الذي تحمله بين يديك هو جزء من هذا المسعى السريري، وبلغة العلاج بالقبول والالتزام، هو جزء من عملي الملتزم بنشر وتطبيق علم السلوك السياقي في مجالات محددة من النضال البشري. وفي حين أن هذا كتاب أكاديمي يُظهر لك، جلسة بجلسة، استخدام إجراءات العلاج بالقبول والالتزام لتنظيم الانفعالات، إلا أنه لا يقلل من شأن معاناة الأشخاص فائقي الشعور، أو يغير مرونة النموذج، أو يقيد مهاراتك السريرية، أو يطلب منك أن تصبح إنسان آلي. هو ببساطة يعرض عليك تدخلاً مستهدفًا: العلاج بالقبول والالتزام من أجل فائقي الشعور الذين تعمل معهم.

وأنا انتهيت من كتابة هذا الكتاب في بوليفيا، التي أنا منها، خلال الطقس الحار والرطب بينما كنت أرتشف كوبًا من الشاي اللذيذ. وأنا أدعوك لفعل الشيء نفسه أينما كنت: احصل على مشروبك المفضل لديك، واجلس في وضع مريح، واحصل على بطانية مريحة إذا كنت بحاجة إلى واحدة، ودع عقلك يغوص في صفحات هذا الكتاب، والأهم من ذلك، افعل شيئًا مهما منه.