تصميم البحث النوعي - دراسة معمقة في خمسة اساليب

لا يزال البحث النوعي يمثل حلقة مفقودة في ممارسة الكثير من الباحثين العرب في المجالات التربوية والاجتماعية والصحية والإعلامية والإدارية..؛ مما خلق أزمة حقيقة وتحديات كثيرة، لاسيما وأنه لا زال تكميم الظواهر يسيطر على المشهد البحثي، إذ يختزل البيانات في رموز وأرقام وجداول وأشكال.واليوم وفي ظل وتيرة الحياة المتسارعة لم يعد النشاط الإنساني الذي يتسم بالتعقيد "مديناً" للأرقام والإحصائيات التي تعجز عن تفسير الحقائق المتعددة ووجهات النظر المختلفة، وإنما أصبح هذا النشاط الإنساني المتنوع "مديناً" للتفاصيل التي تٌقدم فهماً موسعاً للأسباب والمعتقدات والدوافع الخاصة بالمشكلة البحثية، إضافةً للتأثيرات والسياقات الخاصة بالقضايا البحثية. وقد تنامى قبول هذا التوجه في البحث في كل المجالات، نتيجة لتضاؤل الرضا عن التوجه التقليدي الكمي في دراسة المشكلات الإنسانية عامة، مما يؤكد أهمية البحث النوعي الذي يُعد منهجية بحث علمية تركز على وصف الظواهر والفهم والأعمق لها،. إذ أنه لا يكتفي بوصف الأشياء كما هي بل يسعى للحصول على فهم جوهري للصورة الكبرى التي يكون فيها ذلك الشيء، ويبحث عن معرفة كيف وصلت الأمور إلى ما وصلت إليه؟ وكيف يشعر الناس المحيطون بها؟ وما آراؤهم حولها وما المعاني التي يحملونها عنها؟ وربما احتاج هذا المنحى ( البحث النوعي) إلى ملاحظة مباشرة ومدونات ومقابلات ومذكرات وتسجيلات ومحادثات، وسيطرة مسبقة على ميدان البحث. ويبدو أن هناك نقصاً واضحاً للكفايات النظرية والتطبيقية المتعلقة بالبحث النوعي لدى العديد من الباحثين وطلبة الدراسات العليا؛ لذا جاء هذا الكتاب ليسد فجوة كبيرة  في المكتبة العربية التي تفتقر إلى هذا الأدب البحثي المتقدم. إن قيمة هذا الكتاب (تصميم البحث النوعي...دراسة معمقة في خمسة أساليب) ترجع لعرض مؤلفيه للجوانب النظرية والتطبيقات العملية في البحث النوعي، وهو بمثابة رحلة في أعماق البحث العلمي ومحاولة للكشف عن جوانب غائبة في هذا الميدان. ولكي تكتمل الصورة، قام المؤلفان بإضافة بعض الملاحق المفاهيمية المهمة والعديد من الدراسات بعد نهاية الكتاب؛ لتعزيز قيمة الكتاب حتى يصبح مرجعا للباحثين ويلبي شغف القراء المحبين للبحث النوعي.