ديناميات الجماعة

مرحباً بدراسة المجموعات ودينامياتها. إنَّ للحالات, والنظريات،والمفاهيم, والتعريفات, والخرائط, والأمثلة، والتعميمات،والأفكار، والملاحظات التي تملأ صفحات هذا الكتاب - هدفاً واحداً, ألا وهو وصف, واستكشاف, وتوضيح كل الأشياء ذات الصلة بالمجموعات الإنسانية. فما هي المجموعات, وما هي خصائصها الرئيسة؟ لماذا ينضم الناس إلى المجموعات؟ كيف تتغير المجموعات مع الوقت؟ كيف تؤثر المجموعات على أعضائها؟ لماذا توجد هناك مجموعات أكثر إنتاجية من مجموعات أخرى؟ هذه بعض من الأسئلة التي يتم طرحها واستكشافها، وفي بعض الحالات تتم الإجابة عليها في كتابنا تتم  "ديناميات الجماعة".

ولكن، لماذا ندرس الجماعة؟ لماذا نتعلم عن العمليات التي تظهر للعيان في المجموعات الديناميكية المتفاعلة؟ لماذا ندرس النظريات التي تفسر هذه العمليات؟ لماذا نوسع من هذه النظريات لتفسر المزيد والمزيد عن المجموعات؟

لأن المجموعات تحمل سر الوجود -الوجود (البينشخصي)، عند أي معدّل. إن فهم الناس - لماذا يفكرون, وبمَ يشعرون, ولماذا يتصرفون بطريقة ما- يحتاج إلى فهم هذه المجموعات؛ فالسلوك الإنساني غالباً ما يكون سلوكاً جماعياً, ولا بد من دراسة الناس في السياق، والمتمثل في دراستهم في أسرهم, صداقاتهم، مجموعات العمل, وغير ذلك، وليس في معزل عن هذه السياقات. كما أن دراسة النظم الاجتماعية الكبرى والمتمثلة في المؤسسات, والمجتمعات المحلية، والمجتمعات الكبرى تحتاج أيضاً إلى إمعان النظر في المجموعات التي تقويها، حيث إن هذه القوى الاجتماعية، مثل التقاليد, والقيم، والمعايير لا تصل إلى الأفراد مباشرة، ولكنها تعمل من خلال المجموعات التي ينتمي إليها الفرد