ادارة وتحليل الائتمان ومخاطره

تؤدي البنوك العديد من الانشطة والوظائف ومن بين أهم هذه الوظائف والانشطة الإئتمان الممنوح إلي العملاء الحالين أو المتوقعين سواءً كانوا افراد أو شركات. هذه الوظيفة تحقق من خلالها البنوك ربحية عالية إذا ما تم إدارتها من قبل دوائر الإئتمان بالشكل الصحيح والمستند إلى الممارسات والاسس السليمة في منح الإئتمان.   

 ولضمان إستمراية الإئتمان الممنوح بمختلف أنواعه المباشر وغير المباشر يجب أن تكون هناك إدارة إئتمان ملائمة في البنك تطبق القواعد والمبادىء الرصينة في مجال منح الائتمان، إضافة إلى وجود إدارة مخاطر تتبنى إستراتيجيات وسياسات ملائمة في مجال إدارة وقياس مخاطر الائتمان. ويكون لديها رقابة ومراجعة على الإئتمان قبل المنح وبعد المنح أي تنفيذه، وأثناء ظهور ظروف إستثنائية بهدف الحد والتقليل من المخاطر المصاحبة للمعاملة الإئتمانية.

وامام ذلك يتوجب ان يكون لدى إدارة الإئتمان في البنك الجاهزية المسبقة(Pro Active Use of Credit Risk Mitigation) في الحد والتقليل من مخاطر محافظ الإئتمان المختلفة. حيث أن هناك العديد من الآدوات التي يمكن لإدارة الإئتمان في البنك إستخدامها مثل:الضمانات المؤهلة والمقبولة – الكفالات المقبولة – المشتقات الإئتمانية. إن قدرة البنك على إستخدام مثل هذه المخففات سوف يمكنه من الوصول إلى الحدود الدنيا لمعدل كفاية رأس المال حسب تعليمات بازل والجهات الرقابية.

ولقد جاء هذا الكتاب في الوقت الذي لازالت فيه العديد من البنوك المحلية والعالمية تعاني من أثر الازمة المالية العالمية والتداعيات المالية والاقتصادية لها على مختلف دول العالم وبشكل خاص في مجال الإئتمان، فقد واجهت العديد من البنوك دون إستثناء العديد من المخاطر. وقد تعرضت العديد من البنوك العالمية من بينها في الولايات المتحدة الآمريكية إلى مخاطر الإفلاس بسبب مشاكل تعثر قروض الرهونات العقارية (القروض السكنية)مثل بنك ليمان براذرز Lehman Brothers وعند فحص مبررات تعثر مثل هذه القروض فإنه يعزى إلى ضعف إدارات الإئتمان والتي يقع  على عاتقها إتخاذ قرارات الإئتمان السليمة والصحيحة، إضافةً إلى إبتعادها عن الممارسات والاسس السليمة في منح الإئتمان، وضعف انظمة الرقابة والمتابعة على الإئتمان من قبل البنك نفسه أو الجهات الرقابية الخارجية.

 وعند تمعن القارىء أو الدارس لهذا  الكتاب بفصوله المتعددة يجد انه يعالج مواضيع الإئتمان المختلفة والقضايا المرتبطة به من ناحية عملية وتطبيقية. ولاسيما أن المصادر والمراجع في هذا المجال وبشكل خاص في الدول النامية لازالت محدودة.