الجودة الشاملة نشأتها تطورها أساليبها

نستطيع التأكيد أن هناك سببين رئيسين ساعدا على اشتهار الجودة الشاملة الحديثة، التي امتدت شهرتها إلى يومنا الحالي. أول السببين هو انتشار الثورة الصناعية التي شهدتها بلدان أوروبا الغربية خلال القرن الثامن عشر، والتي كان لها الأثر البالغ في مختلف نواحي الحياة الاقتصادية والاجتماعية والسياسية في أوروبا. وما أن أوشك القرن التاسع عشر على نهايته إلا والثورة الصناعية قد امتدت إلى مناطق مختلفة من العالم، خصوصًا أوروبا الغربية وأمريكا الشمالية واليابان. أما السبب الآخر فنعزوه إلى إسهامات علماء الإدارة في مختلف أنحاء العالم، الذين اشتهروا في منتصف القرن التاسع عشر، أمثال: العالم الألماني ماكس فيبر ^، والعالم الفرنسي هنري فايول ، والعالم الأمريكي ودرو ويلسون الذي اشتهر - بالإضافة إلى كونه رئيسًا للولايات المتحدة الأمريكية - بلقب “أبي الإدارة العامة”، والعالم لوثر قوليك ، والعالم فريدريك وينسلو تايلور ، وغيرهم ممن ظهروا في تلك الحقبة، حيث كان لهم قصب السبق في بدايات التأسيس لمفهوم الجودة الشاملة الحديثة التي امتدت إلى يومنا هذا