ادارة مراكز رعاية الطفل

  عالم الأطفال الصغار عالم مليء بالحيوية، والإشراق، والحركة، والمثابرة، والبحث والاستكشاف، والعمل المستمر. ويحتاج العمل مع الأطفال إلى الحب، والموهبة، والعطاء؛ للعيش في هذا العالم الخاصّ المتميز، وسبر أغواره، واكتناه أسراره. وقد تنبّه المربون لأهمية السنوات الأولى في حياة الطفل، وأثرها الجليّ في أدائه المستقبلي. وقد أولت الدول إنشاءَ مراكز رعاية الطفل ومؤسساتها اهتمامًا واسعًا؛ إذ تقدم خدمات تربية وتنشئة ورعاية للأطفال في مرحلة الطفولة المبكرة، وهي لا تقلّ أهمية عن المؤسسات التعليمية الأخرى، وهي كذلك مؤسسات تربوية متميزة، قائمة بذاتها، لها فلسفتها التربوية وأهدافها الخاصّة.  وتمثل إدارة تلك المراكز والمؤسسات تحدّيًا كبيرًا يواجه العاملين مع الأطفال؛ فإدارة مراكز رعاية الطفل - على الرغم ممّا يحفل به هذا العمل من متعةوإبداع - غير أنه من أصعب الأعمال التي يمكن أن يمتهنها الأشخاص، لأن هذه المهنة تقتضي حماية الأطفال من المخاطر، والإبقاء عليهم أصحّاء آمنين طوال مكوثهم بالمركز، وتتطلب كذلك إدارة الخدمات الغذائية، والصحية، والمالية، والتربوية، والعلاقات البشرية، وفق أفضل المعايير وبكفاءة عالية جدًّا.  وقد جاء كتاب ""إدارة مراكز رعاية الطفل" مرشدًا هاديًا معينًا لمديري مراكز رعاية الطفل والمربين، والدارسين في مجال رعاية الطفولة المبكرة. وقد تناولت مؤلفتا الكتاب "باتريشيا هورون وفيرنا هيلدبراند" جميع القضايا المتعلقة بإدارة مراكز رعاية الطفل؛ كما أشارتا إلى نظريات الإدارة، وأنواعها، وانعكاسها على نظريات نموّ الطفل، وتطبيقاتها التربوية في مجال رعاية الطفل. واحتوى الكتاب على تأصيل نظريّ رصين لتاريخ تطور مراكز رعاية الطفل، واستعراض التجربة الأمريكية في هذا المجال، بوصفها تجربة رائدةوسبّاقة، يمكن الإفادة منها في مراكز رعاية الطفل في العالم العربي؛ وإضافةً إلى الجانب النظري الذي شمله الكتاب، عرضت هورون وهيلدبراند نماذج وأمثلة تطبيقية نابضة بالحياة من قلب مراكز الأطفال.