مقدمة في الاعاقات الشديدة والمتعددة

الأفراد ذوي الإعاقات الشديدة والمتعددة، هم فئة موجودة في كل المجتمعات، إلا أن الاهتمام بهذه الفئة من بين فئات المعوقين لا زال محدوداً في الوطن العربي بشكل عام.  لذلك يسعى هذا الكتاب التعرف إلى ذوي الإعاقات الشديدة والمتعددة، حيث يظهر هؤلاء مدى واسعاً من الخصائص، وهذا يعتمد على عدد من المتغيرات، إلا أنهم يشتركون في مجموعة خصائص يمكن تقسيمها إلى: خصائص معرفية، أكاديمية، جسمية، سلوكية، والتواصل، كما أن لهم احتياجات طبية وتربوية وانفعالية واجتماعية.  وهكذا يحتاج هؤلاء إلى خدمات وبرامج تربوية متخصصة، خدمات رعاية صحية ونفسية وترويحية ورياضية وخدمات تربوية واجتماعية، وكذلك برامج تعليمية وتربوية وبرامج رعاية صحية.  وبعد الانتهاء من وضع الأهداف والطرق والنشاطات وتحديد الواجبات والمسئوليات لا بد من تطوير الإستراتيجيات المناسبة للطالب، والأخذ بعين الاعتبار العناصر الأساسية في العملية التعليمية.

ويظهر الأطفال ذوي الإعاقات الشديدة والمتعددة نقصاً في النمو الجسمي وفي أساليب التواصل ويعجز هؤلاء عن القيام بالأمور المتعلقة بالعناية الشخصية.  إن تدريب وتعليم وتأهيل المعوقين إعاقات شديدة ومتعددة، غير كافٍ للتكيف مع المجتمع، ولا بّد من تكييف البيئة لتلبي احتياجاتهم ومتطلباتهم، حتى يكون هناك تفاعلاً مستمراً بين الطرفين، لذلك نالت البيئة الاهتمام، وولدت فكرة البيئة المحررة من العوائق، والتي تقوم على واقع أن هناك عوائق يضعها الإنسان في البيئة، أو تكون موجودة ويجب تعديلها في كل من المباني والمنشآت والمرور والمواصلات وغيرها من الأجهزة الخاصة والعامة.  لتصبح مناسبة لهذه الفئات للتفاعل مع المجتمع والبيئة المحيطة ليسهل دمجهم في المجتمع.

إن الاهتمام بالأنشطة الفنية، والحركية، والموسيقية، بالنسبة للمعوقين إعاقات شديدة ومتعددة، قضية جوهرية، فهي ليست وسائل ترفيهية فقط، وإنما تعد في الحقيقة وسيطاً ممتازاً لتعليمهم كثير من المفاهيم، والعادات، والمعلومات، والأنماط السلوكية المرغوب بها اجتماعياً في جو ممتع، محبب للنفس يتصف بالحرية والمرونة.