الإنسانيات الرقمية علم جديد أم تطور للعلوم الإنسانية والإجتماعية؟

تأليف
أ. د. أشرف عبدالمحسن الشريف
عدد الصفحات 279
سنة الطبع 2026
نوع التجليد غلاف
رقم الطبعة الاولى
لون الطبعة اسود
الوزن (كغم) 0.415
الباركود 9789957923228
$20.00
$16.00

العلومُ الإنسانيَّة الرقميَّة هي نشاطٌ أكاديميٌّ يجمع بين التقنيَّات الرقميَّة والعلوم الإنسانيَّة. وتتضمن الاستخدامَ المنهجي للموارد الرقميَّة في العلوم الإنسانيَّة، بالإضافة إلى تحليل تطبيقاتها. يمكن تعريفُ العلوم الإنسانيَّة الرقميَّة على أنَّها طرقٌ جديدةٌ للبحث العلمي الذي يتضمن البحثَ الجماعي متعدّد التخصصات مرتبطـًا باستخدامِ الحاسوب والتعليم والنشر. تستخدم العلومُ الإنسانيَّة الرقميَّة الأدواتِ والطرقَ الرقميَّة لدراسة العلوم الإنسانيَّة مدركةً أنَّ الكلمةَ المطبوعة لم تعد الوسيلةَ الرئيسية لإنتاج ونشر المعرفة.

تساعد الإنسانيَّات الرقميَّة على إنتاج مجموعةٍ من التطبيقات والأساليب الحديثة، والتي بدورها تساعد على إنشاء طرقٍ جديدة للتعليم، وفي الوقت نفسه تدرس العلوم الإنسانيَّة أبعادَ تأثير الإرثِ الثقافي والحضارة الرقميَّة، وتمتد الإنسانيَّات الرقميَّة للبحث العلمي. وبذلك، يمكن القولُ إنَّ الإنسانيَّات الرقميَّة هي علاقةٌ مترابطة بين طرفي الإنسانيَّات والرقميات، وهو مجالٌ يطبق الشقَّ التكنولوجي في البحث العلمي للعلوم الإنسانيَّة ويعرِّض التكنولوجيا للتساؤلات الإنسانيَّة غالبـًا مع الاستجواباتِ في الوقت نفسه.

يتسم هذا المجالُ بتعدد الارتباطات، ويستهدف استثمارَ الإمكانات الفائقة لتكنولوجيا المعلومات والاتِّصالات من أجل الارتقاء بأساليب ومناهج تدريس العلوم الإنسانيَّة والبحث العلمي. هو مجالٌ يتقاطع فيه الإنساني مع التقنيَّات الرقميَّة الناشئة. وفيما هو إنسانيٌّ يتمُّ استكشافُ اللغة كوسيلةٍ للتعبير الفني والتواصل، ودراسة أنظمة اللغة والفكر، مع السعي نحو فهمِ التقاليد التي تخلق ثقافاتٍ متنوعة ــ بما يشمل المفاهيم، والقيم السائدة، والأحداث في التاريخ ــ ورؤيتها على ضوءِ كلِّ مكونٍ بآخر.

ويواجه الباحثون في العلوم الإنسانيَّة الرقميَّة الثباتَ الكلاسيكي للعلوم الإنسانيَّة التقليدية، حيث يدافع أصحاب العلوم الإنسانيَّة عن منهجهم التقليدي القائم على مفهوم الجزر المنعزلة لكلِّ علم، والحقيقة أنَّ هذا المفهوم في ظل البيئة الرقميَّة أصبح غيرَ مقبول، فنحن الآن في عصر المعرفة السائلة التي تقوم على تداخل العلوم، فقد أثرت التكنولوجيا ليس فقط على العلوم الطبيعيَّة والبحتة، بل امتدت إلى العلوم الإنسانيَّة والاجتماعيَّة، فظهر لنا نتيجةَ هذا التأثر علمُ الاجتماع الرقميّ، وتأثر علم الإحصاء بالتكنولوجيا، فظهرت لنا البرامج الإحصائيَّة مثل البرنامج الإحصائي SPSS والذي يُستخدم في مجال علم النفس، كما تأثرت علومُ المكتبات والأرشيف بالبيئة الرقميَّة، وظهرت لنا المكتباتُ الرقميَّة وأرشيفات الويب.

ونتيجةً لهذا التأثر كان لزامًا على الباحثين في العلوم الإنسانيَّة والاجتماعيَّة التقليدية التعاونُ مع علماء الحاسب الآلي، حتى لا يعمل كلٌّ منهما في مجالين منفصلين، ول، كل منها يحتاج إلى الآخر. وعلى علماء العلوم الإنسانيَّة والتقليدية أن يكونوا على درايةٍ بالبرمجة والخوارزميَّات، والتي تستخدم في التعبير عما يريد الباحثُ في العلوم الإنسانيَّة والاجتماعيَّة كتابتَه والتعبير عنه.