الذكاء الاصطناعي قضايا معاصرة

تأليف
أ. د. أشرف عبدالمحسن الشريف
عدد الصفحات 264
سنة الطبع 2026
نوع التجليد غلاف
رقم الطبعة الاولى
لون الطبعة اسود
القياس (سم) 17*24
الوزن (كغم) 0.392
الباركود 9789957923242
$20.00
$16.00

 يُعدُّ استعمال تكنولوجيا الذَّكاء الاصطناعيّ عاملًا أساسيًا وفعّالًا لتوفير مزايا مهمَّة ومفيدة للمجتمع حيث تساعد هذه التكنولوجيا مستخدميها وتعزز قدراتهم، وتشكّل مصدر إلهام لهم في جميع المجالات تقريبًا. ويساهم الذَّكاء الاصطناعيّ أيضًا في التعامل مع بعض الفرص والتحدّيات المهمَّة في المجتمع بدءًا من الأمور المعتادة ووصولًا إلى المهام التي تتطلب مزيدًا من الإبداع والابتكار.

 إن قدرة الذَّكاء الاصطناعيّ على معالجة المعلومات واقتراح حلول مبتكرة تمهّد الطريق لتعاون لا مثيل له بين الدول، مما يعزز الثقة والتعاون على نطاق عالمي، فسيشهد العالم يومـًا تحويليًّا؛ لكون الذَّكاء الاصطناعيّ يمكّن الدول من تحقيق المزيد من التقدم الذي يبشر بالتنمية المستدامة.

إن أنظمة الذَّكاء الاصطناعيّ تستطيع تحليل ملايين الكلمات من الكتب ومصادر الأخبار والمجلات والتقارير ومنشورات وسائل التواصل الاجتماعي من الإنترنتّ، وتتمكن من الحصول على معلومات من هذه المصادر في جزء من الثانية، وهذا ليس تنبؤًا لكنه حقيقة واقعة، وسواء قبلنا ذلك أم لا فإننا نعيش في مشهد عالمي جديد يتأثّر بهذا التطور التكنولوجي السريع.

نحن بحاجة ماسة إلى وضع معايير وضوابط أخلاقيَّة تضبط التعامل مع تقنيَّة الذَّكاء الاصطناعيّ وتعمل على المنع أو الحد من الاستعمالات الضارة بالبشر، وقد أوضح الكتاب الجهود المبذولة على المستوى الدولي- سواء من قبل الحكومات أم الشركات المصممة لتقنيَّة الذَّكاء الاصطناعيّ، للعمل على الحد من أضرار تقنيَّة الذَّكاء الاصطناعيّ، مثل الجهود التي بذلها الاتحاد الأوروبي ومنظمة اليونسكو ومنظمة الأمم المتحدة، والمتمثّلة في قمة مونتريال وإعلان بلتشلي بارك وغيرهما.

وقد أثمرت تلك الجهود على وضع عدد من المعايير الأخلاقيَّة التي يجب أن تلتزم بها الدول وشركات التكنولوجيا في المحافظة على الخصوصية وعدم التحيز والمساءلة والشفافية، كما تناول المؤلف في هذا الفصل ذكاء الآلة وأخلاقيًّاتها، وناقش فرضية أنه يمكن للآلة- الروبوتات أن تمتلك أخلاقيًّات تحاكي ذكاء الإنسان وأخلاقيًّاته؛ حيث ترفض الآلة تنفيذ أي فعل يُوقع ضرارًا بالإنسان، مع ضرورة تحديد مسؤوليَّة الشركات التي صممت الآلة أو البرنامج إذا وقعت أضرار من قبل تطبيقاتها للذكاء الاصطناعيّ.

إن ما يميز الكتاب هو تناوله موضوع الذَّكاء الاصطناعيّ ليس من الجانب التقني، بل من الجوانب الأخلاقيَّة والثقافيَّة والفلسفية، وهي قضايا ناتجة عن استعمال تطبيقات الذَّكاء الاصطناعيّ، وما تتركه من آثار على الأفراد وهويتهم وثقافتهم وعلى التوجهات العامة للمجتمع. ويمكن القول إنه إذا تمكّن الباحثون من معالجة هذه القضايا فإنه يمكن الوصول إلى ما يسمى بالذَّكاء الاصطناعيّ الرشيد، وسوف نتمكن من كبح جماح شركات التكنولوجيا التي لا تنظر إلا لمصلحتها المادية التي تعمل على تحقيق السيطرة الكاملة على البشر، والانتقال إلى ما بعد الإنسانيَّة التي لا يعلم أحد إلى الآن مدى آثارها على بشر ما قبل الإنسانيَّة. 

 

وأخيرًا، يقول الفيلسوف والمفكر الأمريكي نعوم تشومسكي عن الذَّكاء الاصطناعيّ: إنه مهما كانت برامج الذَّكاء الاصطناعيّ مفيدة في بعض المجالات الصعبة؛ كمجال الحاسب الآلي مثلًا، إلا أنها في مجال الثقافة والإبداع غير قادرة على الابتكار، وتفتقر إلى القدرة على الإبداع، ويكمن اختلاف الذَّكاء البشري عن الاصطناعيّ؛ أن الأول يسعى إلى استنباط التحليل العقلاني والتفسيرات المعتمدة على الرؤية الواضحة للحقائق وأبعادها، وتأثيراتها الإنسانيَّة والأخلاقيَّة، بينما يتعامل الثاني مع الحقائق الموضوعة أمامه فقط.