التخطيط الاجتماعي نظريات ومناهج

التخطيط أداة التغيير الاجتماعي ووسيلته ، وهو الذي يساعد على توجيه السلوك الإنساني وجهة منظمة تعمل على محاولة إشباع الحاجات المتعددة في توازن مع الإمكانات والموارد المجتمعية المتاحة حالياً والتى يمكن إتاحتها مستقبلاً من أجل تحقيق التقدم المنشود فى زمن محدد. ولقد أصبح التخطيط منهجاً أساسياً وعاملاً لتقدم الأمم والشعوب والانطلاق لبناء مجتمع الرفاه الاجتماعي.

والتخطيط الاجتماعي يقوم على الفلسفة الاجتماعية للمجتمع مما يجعل مدلوله أكثر اتساعاً ليتضمن ويشمل مختلف أنواع التخطيط، كالتخطيط الاقتصادي، الصحي، التعليمي، العمراني...الخ.ولا يمكن تحليل المشكلات وتحديد وتقدير الحاجات وصنع الحلول ومقابلة الحاجات دون التخطيط لخدمات الرعاية الاجتماعية الذى يساهم كذلك في تحقيق العدالة الاجتماعية والمواطنة وشبكة الأمان الاجتماعي لدعم وبناء وتنمية قدرات الإنسان في المجتمع.

   إن الرعاية الاجتماعية وخدماتها لا يمكن أن تحقق أهدافها الإنسانية إلا في إطار تخطيط علمى يعتمد على العقل والتفكير والتقدير للارتقاء بالإنسان والحياة الإنسانية وتحسين نوعية الحياة في تناغم محسوب يمكن تقديره والتحكم في مسيرته التنموية لتحقيق هدف وجود الإنسان في المعمورة، والارتقاء المستمر المحسوب الواعي بالحياة الإنسانية وتغييرها بوعىي لتحقيق الأهداف الإنسانية والمجتمعية .

      وحقيقة أن الفروق الحاسمة بين المجتمعات المتقدمة والنامية هي استخدام التخطيط الاجتماعى كمنهج تنموى للتغيير، وفي هذا السياق جاء هذا الكتاب مركزاً على القاعدة المعرفية النظرية والمنهجية للتخطيط الاجتماعي، أرجو أن يفيد الباحثين والممارسين للقيام بمسؤولياتهم لتنمية المجتمع والارتقاء بالإنسانية وكل الرجاء أن يحقق هذا الإطار النظري المنهجي للتخطيط الاجتماعي النمو المعرفي المنشود وستتلوه محاولات أخرى مكملة وأكثر عمقاً وتحليلاً